كيف نُفرّق بين الحب والإعجاب، لعلك تعتقد في قرارة نفسك أنه لا فرق بين الحُب والإعجاب وأن كلاهما شيء واحد، هذا الاعتقاد منتشر وشائع جدًا بين كثير من الأوساط، حتى المتزوجين أنفسهم لديهم مفهوم خاطئ في هذا الشأن، ولهذا تجد الكثير من العلاقات تفشل، فبمجرد أن يشعر الطرفان بالإعجاب تجاه بعضهما البعض، يتسرعان في الزواج، وفور ما يخفت هذا الإعجاب تجد أن العلاقة بينهم قد صارت فاترة للغاية، وتبدأ المشكلات من كل حدب وصوب تتجه عليهم، وتفشل علاقاتهما.
إذن فعلينا أن نعرف جيدًا الفرق بين الحب والإعجاب، وعليك أن تعلم أن هذه المشاعر-على وجه الخصوص- وتحليلها من الأمور الصعبة، ولكننا نجتهد قدر الإمكان في بيان بعض الأمور والجوانب النفسية لهذه المشاعر، أكمل معنا قراءة المقال لتعرف الفوارق والأمور التي توضح الاختلاف بينهما.
الفرق بين الحُب والإعجاب
الحُب علاقة إنسانية من الدرجة الأولى
الخطأ الأول الذي قد يقع فيه الأشخاص هو الاعتقاد بأن مشاعر الحُب ترتبط فقط بالحُب بين الزوج والزوجة وممارسة العلاقة الحميمية وانجاب الأطفال وما إلى ذلك، ولكن الحقيقة أن الحُب قد ينشأ بين أخ وأخته، وابن وامه، ينشأ مع الجدة والعمة والخالة، وكل هذه العلاقات هي في معزل عن ميدان الشهوات، وأنت أيضًا تحب الأولاد من نفس جنسك كأصدقائك ووالدك وأخيك، وعليك أن تنتبه أنك عندما تتحدث مع أمك فأنت تعبر في البداية عن مشاعر حبك لها، ثم بعد ذلك قد تُبدي إعجابك بها في تربيتها لكم مثلًا، في كفاحها وتصرفها في أمر معين، وما إلى ذلك.
إذن فهذه نقطة ثانية مُهمة وهي أن الحُب في مثل تلك العلاقات يأتي أولًا ثم بعد ذلك نلتفت إلى الإعجاب، فقد تجد أن أحدًا يُحب عائلته على سبيل المثال ولكنه لا يُعجب بتصرفاتهم في موقف معين.
الإعجاب هو القشرة
تخيّل معي يا صديقي أنك قد أمسكت بثمرة فاكهة، وليكن برتقال أو مانجو، سيجذبك منظر قشرتها الخارجية هذا أمر طبيعي، ولكنك لن تأكل القشرة الخارجية، ستقوم بتقشيرها لرغبتك في تناول الذي في الداخل، قد يكون حظك عاثرًا أو يقوم أحدهم بالاحتيال عليك، ويكون المنظر الخارجي للثمرة جميل ولكنها من الداخل سيئة جدًا، وفي الأوساط الشعبية تنتشر مقولة شهيرة عن البطيخ تقول “البطيخة طلعت قرعة” تعبيرًا عن أن الباطن غير الظاهر، هكذا الحُب وهكذا الإعجاب.
الإعجاب أنك تنظر إلى الأمور الخارجية فقط، الشكل، الملابس، طريقة الكلام، حتى الذكاء والجمال واللباقة، والاحتراف في مهنة معينة أو هواية، والأمثلة على ذلك كثير، أما الحب فهو أسمى وأشد رسوخًا وعُمقًا، ستشعر بالسطحية مع الإعجاب والتفكير في الأمور المادية، أما في حالة الحب ستُلاحظ أن عُمقًا شديدًا قد طرأ على شعورك، كل ما سوف توده أن يبقى هذا الشخص إلى جانبك مهما كانت به المزايا أو العيوب.
خير الأمور أدومها
الحكمة تقول أن خير الأمور أدومها، وخير العبادات أدومها، وكل شيء حسن الخير فيه أن يدوم، وعليك أن تعرف أن الإعجاب يخفت تدريجيًا، حتى ينتهي، وقد يستحيل إلى كره ونفور في بعض الحالات، فهو شيء غير دائم أو أنه مُتقلب بتغيرات الزمان، فعلى سبيل المثال لو أعجبك بك بسبب شكلك، فأنت ذات يوم سوف تكبر وسيتغير شكلك، أو ستحدث حادثة -لا قدر الله- وسيتغير، ولو أعجبك بسبب أمواله فالأموال سيأتي لها يوم وتنفد، أما الحب فهو الشيء الباقي رغم كل عواصف الزمن به، فيبدأ متى شاء الله له أن يبدأ، وينتهي بالموت ومفارقة الحياة.